فصل: باب هَل للْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا لأحد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تغليق التعليق على صحيح البخاري



قوله فِي:

.باب {وربائبكم اللَّاتِي فِي حجوركم}:

وَقَالَ ابْن عَبَّاس الدُّخُول والمسيس واللماس هُوَ الْجِمَاع.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو زَكَرِيَّا بن أبي إِسْحَاق أَنا أَبُو الْحسن الطرائقي ثَنَا عُثْمَان بن سعيد ثَنَا عبد الله بن صَالح عَن مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلِيّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس: «أَنه قَالَ فِي قوله: {من نِسَائِكُم اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهن} الدُّخُول النِّكَاح يرد بِالنِّكَاحِ الْجِمَاع» وَقَالَ فِي الْمَسِيس واللمس والإفضاء نَحْو ذَلِك.
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ عَن عَاصِم عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: «الدُّخُول والتغشي والإفضاء والمباشرة والرفث واللمس هَذَا الْجِمَاع غير أَن الله حييّ كريم يكني لما شَاءَ بِمَا شَاءَ».
قلت وَقد تقدم شَيْء من هَذَا فِي التَّفْسِير.
قوله فِيهِ:
لقَوْل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تعرضن عَلِيّ بناتكن».
أسْندهُ فِي الْبَاب الْمَذْكُور من حَدِيث أم حَبِيبَة وَسَيَأْتِي.
قوله فِيهِ:
وَدفع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربيبة لَهُ إِلَى من يكفلها وَسَمَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن ابْنَته ابْنا.
أما الحَدِيث الأول فَهُوَ طرف من حَدِيث أم سَلمَة فِي قصَّة تَزْوِيجهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي أَخذ الربيبة هُوَ عمار بن يَاسر.
قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَالْإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده أَنا روح بن عبَادَة أَنا ابْن جريج أَخْبرنِي حبيب بن أبي ثَابت أَن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عَمْرو وَالقَاسِم بن مُحَمَّد أخبراه أَنَّهُمَا سمعا أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام يخبر أَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخْبرته: «أَنَّهَا لما قدمت الْمَدِينَة أَخْبَرتهم أَنَّهَا ابْنة أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة فكذبوها فَجعلُوا يَقُولُونَ مَا أكذب الغرائب حَتَّى أنشأ نَاس مِنْهُم الْحَج فَقَالُوا أتكتبين إِلَى أهلك فَكتبت مَعَهم فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَة فصدقوها فازدادت عَلَيْهِم كَرَامَة قَالَت فَلَمَّا وضعت زَيْنَب جَاءَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخطبني فَقلت مَا مثلي ينْكح أما أَنا فَلَا ولد فِي وَأَنا غيور وَذَات عِيَال قَالَ: أَنا أكبر مِنْك وَأما الْغيرَة فيذهبها الله عَنْك وَأما الْعِيَال فَإلَى الله جلّ ثَنَاؤُهُ وَإِلَى رَسُوله فَتَزَوجهَا فَجعل يَأْتِيهَا فَيَقُول أَيْن زناب حَتَّى جَاءَ عمار فاختلجها وَقَالَ هَذِه تمنع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَت ترضعها فجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيْن زناب فَقَالَت قريبَة بنت أبي أُميَّة وافقها عِنْدهَا أَخذهَا عمار بن يَاسر فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي آتيكم اللَّيْلَة قَالَت فَوضعت ثفالى وأخرجت حبات من شعير كَانَت فِي جلاتي وأخرجت شحما فعصدته لَهُ ثمَّ بَات ثمَّ أصبح فَقَالَ حِين أصبح إِن بك عَلَى أهلك كَرَامَة فَإِن شِئْت سبعت لَك وَإِن أَسَبْعٌ لَك أَسَبْعٌ لنسائي» رَوَاهُ أَحْمد أَيْضا عَن عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج أتم من هَذَا السِّيَاق.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث حجاج بن مُحَمَّد عَن ابْن جريج بِطُولِهِ.
وَأخرجه ابْن حبَان فِي صَحِيحه من طَرِيق روح بن عبَادَة كَمَا أخرجناه.
وأوصله فِي مُسلم مقطعا وَلَيْسَ فِيهِ مَقْصُود التَّرْجَمَة.
وَرَوَاهُ أَحْمد أَيْضا من حَدِيث عمر بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه عَن أمه أم سَلمَة بِغَيْر هَذَا السِّيَاق وَفِيه: «فجَاء عمار وَكَانَ أخاها لأمها فَدخل عَلَيْهَا فانتشطها من حجرها وَقَالَ دعِي هَذِه المقبوحة المشبوحة الَّتِي آذيت رَسُول الله بهَا فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجعل يقلب بَصَره فِي الْبَيْت يَقُول أَيْن زناب مَا فعلت زناب قَالَت جَاءَ عمار فَذهب بهَا قَالَت فبنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأَهْله».
رَوَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت البكائي عَن ابْن عمر بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه بِهِ.
وَمن هَذَا الْوَجْه أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ والإسناد الأول أصح وأتقن رجَالًا وَمُقْتَضَاهُ أَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة إِنَّمَا ولدت بعد مَوته وَهُوَ مُخَالف لقَوْل الْوَاقِدِيّ أَنَّهَا ولدت بِأَرْض الْحَبَشَة وَلَا يلْتَفت إِلَى كَلَام الْوَاقِدِيّ إِذا انْفَرد فَكيف إِذا خَالف وَقد اغْترَّ بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة فجزموا بِأَن زَيْنَب ولدت بِأَرْض الْحَبَشَة تبعا لَهُ وَهَذَا الحَدِيث الصَّحِيح يرد عَلَيْهِم وَالله أعلم.
ثمَّ ظهر لي أَن مَقْصُود البُخَارِيّ بِمَا علقه هُنَا مَا رَوَاهُ إِسْرَائِيل عَن أبي إسحقاق عَن فَرْوَة بن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ عَن أَبِيه: «وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفع إِلَيْهِ زَيْنَب بنت أم سَلمَة وَقَالَ إِنَّمَا أَنْت ظئري قَالَ فَذهب فَمَكثَ مَا شَاءَ الله ثمَّ جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا فعلت الجويرية قَالَ عِنْد أمهَا قَالَ مجيئي مَا جِئْت لَهُ قَالَ جِئْت لتعلمني دُعَاء أقوله عِنْد مَنَامِي قَالَ اقْرَأ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ فَإِنَّهَا بَرَاءَة من الشّرك» أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده قَالَ: ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور ثَنَا أَبُو أَحْمد ثَنَا إِسْرَائِيل.
وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قَالَ: ثَنَا أَبُو عَلِيّ السبيعِي ثَنَا أَحْمد بن حَازِم بن أبي غرزة ثَنَا أَبُو غَسَّان ثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل ثَنَا إِسْرَائِيل وَأَصله فِي السّنَن من طرق عَن أبي إِسْحَاق وَإِسْنَاده صَحِيح.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فأسنده الْمُؤلف فِي المناقب من حَدِيث أبي بكرَة فِي قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْحسنِ: «إِن ابْني هَذَا سيد».
قوله فِيهِ:
عقب حَدِيث [5106] هِشَام عَن أَبِيه عَن زَيْنَب عَن أم حَبِيبَة قَالَت: «قلت يَا رَسُول الله هَل لَك فِي بنت أبي سُفْيَان» الحَدِيث.
وَفِيه: «بَلغنِي أَنَّك تخْطب ابْنة أم سَلمَة».
وَقَالَ اللَّيْث ثَنَا هِشَام: «درة بنت أبي سَلمَة».
حَدِيث اللَّيْث..........................................
قوله:

.باب لَا تنْكح الْمَرْأَة عَلَى عَمَّتهَا:

عقب حَدِيث [5108] عَاصِم عَن الشّعبِيّ سمع جَابِرا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن تنْكح الْمَرْأَة عَلَى عَمَّتهَا أَو خَالَتهَا.
وَقَالَ دَاوُد وَابْن عون عَن الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة.
وَأما حَدِيث دَاوُد فَأخْبرنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي أَنا أَحْمد بن نعْمَة أَنا أَبُو المنجا بن عمر أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن دَاوُد أَنا عبد الله بن أعين أَنا عِيسَى بن عمر أَنا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَنا يزِيد بن هَارُون أَنا دَاوُد يعْني ابْن أبي هِنْد ثَنَا عَامر هُوَ الشّعبِيّ أَنا أَبُو هُرَيْرَة: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى أَن تنْكح الْمَرْأَة عَلَى عَمَّتهَا أَو الْمَرْأَة عَلَى خَالَتهَا أَو الْعمة عَلَى بنت أَخِيهَا أَو الْخَالَة عَلَى ابْنة أُخْتهَا لَا الصُّغْرَى عَلَى الْكُبْرَى وَلَا الْكُبْرَى عَلَى الصُّغْرَى».
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن الْحسن بن عَلِيّ عَن يزِيد بن هَارُون فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا عَلَى طَريقَه بدرجتين.
وَأما حَدِيث ابْن عون فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو أَحْمد الْحَافِظ ثَنَا أَبُو عرُوبَة ثَنَا بنْدَار وَيَحْيَى بن حَكِيم قَالَا: ثَنَا ابْن أبي عدي عَن ابْن عون بِهِ.
رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السّنَن الْكُبْرَى من رِوَايَة خَالِد بن الْحَارِث عَن ابْن عون وأنبأنا بِهِ عَالِيا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد شفاها عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي عَن أبي الْوَقْت أَنا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أَنا ابْن أبي شُرَيْح ثَنَا يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد ثَنَا يَحْيَى بن حَكِيم الْمُقَوّم ثَنَا ابْن أبي عدي عَن ابْن عون عَن الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «نهَى أَن تنْكح الْمَرْأَة عَلَى ابْنة أُخْتهَا وَابْنَة أَخِيهَا».
قوله:

.باب هَل للْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا لأحد:

[1153] حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلام ثَنَا ابْن فُضَيْل عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: «كَانَت خَوْلَة بنت حَكِيم من اللائي وهبْنَ أَنْفسهنَّ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت عَائِشَة أما تَسْتَحي الْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا للرجل فَلَمَّا نزلت: {ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ} قلت يا رسول الله مَا أرَى رَبك إِلَّا يُسَارع فِي هَوَاك» رَوَاهُ أَبُو سعيد الْمُؤَدب وَمُحَمّد بْن بشر وَعَبدَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة يزِيد بَعضهم عَلَى بعض.
أما حَدِيث أبي سعيد الْمُؤَدب فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا عَلِيّ بن أَحْمد بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد أَنا أَحْمد بن عَلِيّ الخراز.
قَالَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن الرّبيع بن موهب وَغَيره قَالَا: ثَنَا مُوسَى بن هَارُون قَالَا: ثَنَا مَنْصُور بن أبي مُزَاحم ثَنَا أَبُو سعيد الْمُؤَدب عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: «الَّتِي وهبت نَفسهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَوْلَة بنت حَكِيم» لَفْظهمَا وَاحِد.
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن بشر فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن بشر يَعْنِي الْعَبْدي عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: «أَنَّهَا كَانَت تعير النِّسَاء اللَّاتِي وهبْنَ أَنْفسهنَّ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَت أَلا تَسْتَحي امْرَأَة أَن تعرض نَفسهَا بِغَيْر صدَاق فَأنْزل الله: {ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْك من تشَاء وَمن ابْتَغَيْت مِمَّن عزلت فَلَا جنَاح عَلَيْك} [51 الْأَحْزَاب] قَالَت إِنِّي لأرَى رَبك يُسَارع لَك فِي هَوَاك».
رَوَاهُ ابْن جرير فِي تَفْسِيره عَن سُفْيَان بن وَكِيع عَن مُحَمَّد بن بشر بِهِ وَأما حَدِيث عَبدة بن سُلَيْمَان فَقَرَأت عَلَى عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد أخْبركُم عَلِيّ بن إِسْمَاعِيل أَنا عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم أَنا مَسْعُود بن مُحَمَّد فِي كِتَابه أَن الْحسن بْن أَحْمد أخبرهُ أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو بكر الطلحي ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا عَبدة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت تَقول: «أما تَسْتَحي الْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا لرجل حَتَّى أنزل الله: {ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ} قلت إِن رَبك ليسارع لَك فِي هَوَاك».
رَوَاهُ مُسلم وَابْن مَاجَه جَمِيعًا عَن أبي بكر بن أبي شيبَة فَوَقع لنا مُوَافقَة عالية.
قوله فِي:

.باب النَّهْي عَن نِكَاح الْمُتْعَة:

[5119]- وَقَالَ ابْن أبي ذِئْب حَدثنِي إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع عَن أَبِيه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيّمَا رجل وَامْرَأَة توافقا فعشرة مَا بَينهمَا ثَلَاث لَيَال فَإِن أحبا أَن يتزايدا أَو يتتاركا تتاركا فَمَا أَدْرِي أَشَيْء كَانَ لنا خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة قَالَ أَبُو عبد الله وَقد بَينه عَلِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه مَنْسُوخ.
وَأما حَدِيث ابْن أبي ذِئْب فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله السراج العسكري وَمُحَمّد بن عَلِيّ الْمَدِينِيّ فستقة قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن عباد الْمَكِّيّ ثَنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن ابْن أبي ذِئْب عَن إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع عَن أَبِيه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أَيّمَا رجل وَامْرَأَة ترضيا فعشرتهما ثَلَاث لَيَال فَإِن أَرَادَا أَن يتزايدا تزايدا وَإِن أَرَادَا أَن يتتاركا» لفظ مُحَمَّد بن عَلّي.
وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ من حَدِيث أبي عَاصِم عَن ابْن أبي ذِئْب.
وَقَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج ثَنَا أَبُو عَمْرو بن حمدَان ثَنَا الْحسن بن سُفْيَان ثَنَا مُحَمَّد بن عباد الْمَكِّيّ بِهِ وَزَاد: «قَالَ سَلمَة فَلَا أَدْرِي كَانَت لنا رخصَة أَو للنَّاس عَامَّة».
وأصل الحَدِيث عِنْد مُسلم من طَرِيق أبي العميس عَن إِيَاس بن سَلمَة بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ.
وَأما حَدِيث عَلِيّ فأسنده الْمُؤلف فِي غَزْوَة خَيْبَر وَفِي النِّكَاح وَفِي مَوَاضِع من حَدِيث مُحَمَّد بن عَلِيّ عَن أَبِيه.
قوله فِي:

.باب قَول الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا جنَاح عَلَيْكُم فِيمَا عرضتم بِهِ من خطْبَة النِّسَاء}:

وَقَالَ الْقَاسِم يَقُول إِنَّك عَلِيّ كَرِيمَة وَإِنِّي فِيك لراغب وَإِن الله لسائق إِلَيْك خيرا أَو نَحْو هَذَا وَقَالَ عَطاء يعرض وَلَا يبوح يَقُول إِن لي حَاجَة وَأَبْشِرِي وَأَنت بِحَمْد الله نافقة وَتقول هِيَ قد أسمع مَا تَقول وَلَا تعد شَيْئا وَلَا يواعد وَليهَا بِغَيْر علمهَا وَإِن وَاعَدت رجلا فِي عدتهَا ثمَّ نَكَحَهَا بعد لم يفرق بَينهمَا وَقَالَ الْحسن: {لَا تواعدوهن سرا} الزِّنَا وَيذكر عَن ابْن عَبَّاس: {حَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله} تَنْقَضِي الْعدة.
أما قَول الْقَاسِم فَقَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه (أَنه كَانَ يَقُول فِي قَول الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا جنَاح عَلَيْكُم فِيمَا عرضتم بِهِ من خطْبَة النِّسَاء} [235 الْبَقَرَة] أَن يَقُول الرجل للْمَرْأَة وَهِي فِي عدتهَا من وَفَاة زَوجهَا إِنَّك لعَلي لكريمة وَإِنِّي فِيك لراغب وَإِن الله لسائق إِلَيْك خيرا وَنَحْو هَذَا من القَوْل).
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ عبد فِي تَفْسِيره حَدثنِي مُحَمَّد بن عبيد عَن طَلْحَة عَن عَطاء ({لَا تواعدوهن سرا إِلَّا أَن تَقولُوا قولا مَعْرُوفا} [235 الْبَقَرَة] قَالَ: يَقُول الرجل للْمَرْأَة إِنَّك لحسنة وَإنَّك لبخير وَإنَّك لنافقة إِن شَاءَ الله فَذَلِك الْمَعْرُوف فِي الْعدة).
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج عَن عَطاء (أَنه كره أَن يواعد الرجل ولي الْمَرْأَة بِغَيْر علمهَا وَهِي مالكة أمرهَا).
وَقَالَ أَيْضا أَنا ابْن جريج قَالَ: (قلت لعطاء أَرَأَيْت لَو واثقت ووعدت وعاقدت رجلا فِي عدتهَا لتنكحنه ثمَّ تمت لَهُ أيفرق بَينهمَا قَالَ لَا).
قَالَ ابْن جريج (وَبَلغنِي أَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَهُ أَن يفارقها).
وَقَالَ ابْن جرير: ثَنَا الْمثنى ثَنَا سُوَيْد أَنا ابْن الْمُبَارك عَن ابْن جريج قَالَ: (قلت لعطاء كَيفَ يَقُول الْخَاطِب قَالَ يعرض تعريضا وَلَا يبوح بِشَيْء يَقُول إِن لي إِلَيْك حَاجَة وَأَبْشِرِي وَأَنت بِحَمْد الله نافقة وَلَا يبوح بِشَيْء قَالَ عَطاء وَتقول هِيَ قد أسمع مَا تَقول وَلَا تعده شَيْئا ولَا تَقول ذَلِك).
وَأما قَول الْحسن فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره ثَنَا معمر عَن قَتَادَة عَن الْحسن (فِي قوله: {لَا تواعدوهن سرا} قَالَ هُوَ الْفَاحِشَة).
وقرأت عَلَى خَدِيجَة بنت الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان عَن الْقَاسِم بن مظفر عَن عَلِيّ بن الْحُسَيْن أَنا سعيد بن أَحْمد فِي كِتَابه أَنا عَاصِم بن الْحسن أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان ثَنَا إِسْمَاعِيل الصفار ثَنَا سَعْدَان بن نصر ثَنَا وَكِيع عَن عمرَان بْن حَدِيد عَن الْحسن (فِي قوله: {لَا تواعدوهن سرا} قَالَ الزِّنَا).
رَوَاهُ عبد عَن روح عَن عمرَان بِهِ.
وَقَالَ عبد ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن سهل بن أبي الصَّلْت عَن الْحسن ({لَا تواعدوهن سرا} قَالَ الزِّنَا).
أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان النَّيْسَابُورِي شفاها عَن أبي نصر الشِّيرَازِيّ أَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم كتب إِلَيْهِم عَن الْحسن بن الْعَبَّاس الرستمي أَنا أَبُو بكر السمسار أَنا أَبُو إِسْحَاق بن خرشيذ قوله ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا هَوْذَة بن خَليفَة ثَنَا عَوْف عَن الْحسن ({وَلَا جنَاح عَلَيْكُم فِيمَا عرضتم بِهِ من خطْبَة النِّسَاء أَو أكننتم فِي أَنفسكُم} [235 الْبَقَرَة] يَقُول أسررتم علم الله أَنكُمْ ستذكرونهن وَلَكِن لَا تواعدوهن عَلَى الزِّنَا فِي السِّرّ {إِلَّا أَن تَقولُوا قولا مَعْرُوفا}).
فَهُوَ قوله الأول.
وَأما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ ابْن جرير حَدثنِي الْقَاسِم ثَنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن ابْن جريج عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن ابْن عَبَّاس: «قوله: {وَلَا تعزموا عقدَة النِّكَاح حَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله} [235 الْبَقَرَة] قَالَ حَتَّى تَنْقَضِي الْعدة».